الثقافة والروحانية

اليوم حين شعرت البشرية نفسها على حافة الهلاك إنها تحتاج إلى نوعية جديدة من الكينونة والتطور وفلسفة الإنقاذ الجديدة العامة والمفهومة للجميع والأهم من ذلك المبنية على القاعدة المتينة من الحاجات الطبيعية والروحية لدى الإنسان كجنس. النماذج السابقة للحياة ومفاهيم الحضارة وسيناريوهات التطور المأخوذة كلها على حدة مع إثبات واحد منها لا تنفع لهذا الدور وتعجز عن تنفيذ هذه الرسالة الأهم في المصير التاريخي للناس. كثير من الدراسات والمبادئ والمقدسات والجزء الأكبر من التعاليم الغيبية والأساطير والنظريات العلمية والنظم الدينية تتوافق مع بعضها البعض لدرجة أنها تجعلنا نفكر عن مجتمع المعالم القيمة لدى مختلف شعوب العالم. الأفكار الإيجابية والمنتجة والإنسانية بغض نظر عن منشئها يجوز توليفها بغرض الحصول على رؤية العالم الموضعي وتعليله. والمثال على ذلك فكرة الحياة والعدالة والصالح العام والنظام والانسجام  

صيغت ضمن إطار المشروع على نطاق الكوكب  المبادئ الأساسية لفلسفة إعادة العولمة وهي الحركة تستهدف إزالة عدم تماثل العالم أحادي القطب على قدم المساواة بين مختلف البلدان والثقافات. وأساسها قد تكون الحاجة الرئيسية لدى الإنسان كالجزء العضوي من المحيط الحيوي وهي الحفاظ على الذات. وهذه الحاجة وحدها كافية لتشكيل التحفيز التكاملي من أجل الهدف الذي يستحق اعتدال وتنسيق المصالح ووضع القيم في نظام شامل واحد ووسطي بالنسبة لكل الشعوب القاطنة الآن. بيد أن هذه الحاجة تتطلب التعليل الروحي والتصميم الثقافي وذلك لأن الدوافع الروحية والمعنوية الأخلاقية والثقافية والفكرية أهم الأشياء لكي يتخذ الناس قرارات جذرية وهي أهم من الاعتبارات المادية. هذا ما يثبت عليه التاريخ والعملية الاجتماعية السياسية في أيامنا. 

من بين الاتجاهات الأساسية للمشروع على نطاق الكوكب هي تشكيل أسس الأخلاقيات الكوكبية وإعداد نموذج التركيب الروحي العالمي. وسيتم وصف طرح وحل مسائل إعداد الآليات المعنوية النفسية والفكرية لإجراء التغييرات الإيجابية في الوعي الاجتماعي لدى أبناء عصرنا في الأقسام الفرعية من هذا القسم لهذا الموقع (3).

Subscribe